طرق تطوير النفس |
يلزمنا دائماً أن نسعى جاهدين للوصول بأنفسنا إلى أعلى المراتب من تطوير الذات، بما يمنحنا شعور الرضا ويعكس قوة شخصيتنا.
كيفية تطوير النفس وبناء الذات
يرى معظم الأشخاص مشقّة في الطريق الأفضل لتطوير النفس على النحو المثالي، مما يشكّل معضلة صعبة الحل لدى الكثيرين، ويرجع ذلك لعدم فهم المعنى الحقيقي وراء تطوير النفس الذي يتطلب في المقام الأول بناء الثقة بالذات.
حيث يمكن تعريفه بإيجاز: بأنه امتلاك القدر الكافي من الثقة بالنفس وتقدير الذات بالشكل الذي يجعلك تتقبل نفسك كما أنت وتعمل على معالجة الندبات التي تختلج شخصيتك دون إظهار شعور النبذ أو الرفض لتلك العيوب ومن ثم العمل على النهوض بنفسك بما يمنحك شعور الرضا الخالص المصحوب بالجشع لإكمال الطريق.
وأما عن الكيفية التي يحثّنا عليها علم النفس تطوير الذات من أجل بلوغ الحد اللازم باتخاذ إجراءات استباقية لجعل شخصيتك تسير بمنحى متوازن ومرضي إلى حدٍ ما، فإنه يتم على شكل خطوات معينة يلزمك اتباعها يومياً بعد بناء الثقة بالنفس، وأما عن تلك الخطوات فإنها وبحسب "كلية جنوب أفريقيا لعلم النفس التطبيقي" تكون على الشكل الآتي:
عش يومك
لا تفكر بالغد أو بالماضي، لقد انتهى الأمس والغد لم يأتي بعد، لذا حاول أن تعيش يومك وكأن العالم يوشك على النهاية.
ضع مخطط للمهام
قبل أن تخلد إلى النوم، احرص على وضع مخطط تفصيلي للمهام التي ستقوم بها، وتحديد الأولويات بما يجعلك تشعر بأنك أنجزت كل ما هو مهم وأخذت ما تريد من الراحة والأنشطة المسلية لك.
اكتب مذكراتك واحتفظ بها
المذكرات هي الوسيلة الوحيدة للإفصاح عما يجول في خاطرك من نزاعات وصراعات واحتياجات، وفكرة الاحتفاظ بها ستفيدك مع الوقت عندما تعود إليها وتجد أن ما انتظرته مسبقاً وتمنيته قد حصلت عليه أو على الأقل بلغت شوطاً كبيراً به أو حتى بفكرة التخلي عنه.
الأولوية لنفسك قبل كل شيء
لكي تكون على قدر من الطاقة والمسؤولية، عليك أن تعطي نفسك الأهمية وتكون ذاتك هي المقام الأول لكل شيء في الحياة، لأنك ما إن شعرت أنك مستهلك وتفكر بالغير فقط، ستبدأ بعمل رد فعل عكسي على ذاتك وتشعر بدنوها وعدم وجود أي قيمة لنفسك أو لشخصك بالكامل.
تعلم كيفية قول لا
لا تتردد في قول كلمة لا عندما تشعر بأنك لا ترغب بفعل أي أمر، أو سماع شيء تنبذه أو الذهاب إلى مكان لا تريده، كلمة لا البسيطة تلك ستختصر عليك الكثير من العبء الذي بإمكانه أن يقع على كاهلك عندما تُجبر على أمر ويصيبك الحرج من قول كلمة لا.
احصل على رفيق درب أو مدرب
استعن بشخص ما لتحقيق أهدافك، سواء كانت المساعدة محصورة ضمن فكرة السؤال والجواب فقط أو المساعدة الكاملة بكل خطواتك، لا تتردد في فعل هذا الأمر لأنه سيوفر عليك الكثير من الجهد والوقت.
غيّر روتينك
استعن بفكرة تغيير الروتين كلما أصابك الملل واحرص على تجربة شيء جديد يعيد إليك الطاقة للاستمرار، لأن الطاقة هذه كفيلة بأن تتفجر وينبثق عنها إنجازات لا حصر لها، لذا حاول أن تعتاد إعطاء نفسك مساحة لتجربة كل ما هو جديد واستعادة الطاقة لتحقيق أهدافك وتطوير نفسك.
ابدأ في التحرك
الحركة تبدأ من فراشك، قم بتوضيب فراشك ومارس الرياضة وخذ حماماً دافئاً ثم انطلق نحو الحياة وأنت بأوج شبابك كل هذا سيساعد جسمك على فرز هرمون الأندروفين الذي يعزز الحالة المزاجية في دماغك ويمنحك شعوراً خالصاً بالراحة مما يحسن صحتك البدنية والعقلية معاً، كما أن السعي خيراً لك من التكاسل الذي لا يعود عليك بالفائدة.
اضحك بصوتٍ عالٍ
اغتنم فرصتك بالضحك متى شعرت بالسعادة أو مررت بموقف مضحك ما، لا تحول بينك وبين ابتسامتك فتقيدها خشية وقع الحكم عليك، بما يجعلك تُقيد ذاتك عن فعل ما تهواه وما تشعر به، إن إطلاق العنان لمشاعرك أياً كانت هو أهم خطوة لتطوير نفسك وشخصيتك.
كن ممتناً
كن ممتناً لكل شيء ايجابي أو سلبي يحدث معك، واعلم أن النعم لا حصر لها، ولا يمكن أن يحدّها حد، واكتب كل يوم الأشياء التي يمكنك فعلها واشكر الله على نعمته تلك لمنحك القدرة الكاملة على فعلها، فلا تتجاهل أي تفصيل قمت بإنجازه ولو كان بسيطاً دون أن تكتبه وتشكر الله على فضله عليك بأنه جعلك تقوم به، ولو كان هذا الأمر هو تناول كأس الماء بيديك، إنها نعمة لا يمكن للكثير تقديرها لكونها أمر بسيط واعتيادي بالنسبة للغالبية أما من فقد يديه فإنه يتمنى لو أنه يحظى بفرصة كهذه.
توقف عن التذمر والشكوى
من العبث أن تكون كثير التذمر، لأن التذمر المبالغ به سيجلب لك كل ما هو سيء، علاوة على ذلك فإن الشكوى المستمرة غير منتجة وستجعلك تدخل في دوامة لا نهاية لها من الشعور بالغضب والانزعاج للاشيء، كما أن الأشياء لا تدوم لذا حاول أن تنظر بعين الواثق برحمة الله وتبحث عن النعم الكثيرة التي تكون حولك دون أن تُدركها وبهذا ستجلب لنفسك شعور الرضا أكثر لاغياً بهذا أي شيء ممكن له أن يعكر صفو مزاجك.
لا تقارن
إياك ثم إياك أن تقارن بين حياتك وحياة الغير، أو بين ما ليس لديك وموجود لدى الغير، إن تلك المقارنات ستشعرك بالبغض فضلاً عن أن البشر تمايزوا بما لديهم وما ليس لديهم، وقد يكون لديك شيء يتمناه الغير بينما أنت تنظر لحياته بما يمكن مقارنته مع النواقص التي لديك، لذا الأمور يمكن وضعها بمكيال، فلكلٍ منا مكيال من الأشياء الجميلة والسيئة فلا تقارن نفسك مع غيرك على الإطلاق.
كن اجتماعياً
إن تطوير العلاقات وعمل علاقات عائلية متنوعة سيمنحك صحة مثالية من الناحية الاجتماعية والنفسية، وسيجعل ثقتك بنفسك أكثر تعزيزاً بما يساعدك على إدارة عجلة ذاتك وتطويرها لتصبح أكثر قرباً وقوة مع الغير.
قم بمساعدة الآخرين
إن مساعدة الغير ستمنحك شعوراً مضاعفاً من السعادة وكأنك قد ساعدت نفسك قبل كل شيء، لأنها تؤثر بشكل ايجابي على تقدير الذات فـ ولله ما كان قلب الشخص الذي ساعدته سعيداً بقدر قلبك الذي تملكته السعادة وشعور الرضا عن الذات بأضعافٍ مضاعفة.
كن وفياً ونزيهاً
تجنب أن تشتكي لأحد ما عن شخص آخر مقرب لك، لأنك بهذا ستزعزع شخصيتك أمامه ويعتقد بأنه قد يتعرض للفعل ذاته عندما يصيبك الإحباط منه، واحرص على أن تكون وفياً لكل من يبادلك سراً ولا تفصح عما في داخلك سوى لمن تثق بأنه أهلٍ للثقة.
احرص على مراجعة قراراتك دائماً
لتستطيع قياس أفعالك وردود أفعالك والمشاكل التي من الممكن أن تلاقيها، عليك أن تعمل على مراجعة جميع القرارات التي اتخذتها وتقيس مدى توافقها مع المطلوب ومع النتائج أيضاً بحيث تتعلم من أخطاءك أو تحرّض نفسك على التصرف في موقف مماثل بشكلٍ أفضل مما سبق.
ابتعد عن كل ما يؤذيك
عندما تكون في علاقة تستهلكك نفسياً وجسدياً وتشعر بأنها لا تقدم لك أي أضافة، فإن المغادرة هنا هي أفضل حل لك، والمغادرة تتطلب شخصية قوية وإرادة لاتخاذ مثل هذه الخطوة بوضوح ودون تعاطف.
تعلم ضبط انفعالاتك
ابقى على سجية اللطف التي اعتادها كل من هو في محيطك وخاصةً في الحالات التي تشعر بأنك تتعرض لاستفزاز هدفه إخراج أسوأ مابك، لأن هدوءك هذا سيقتلهم ببطء شديد، واتزانك سيجعلهم يدورون حول أنفسهم لعدم قدرتهم على إغضابك واستخدم أسلوب الرد بحكمة دون انفعال للدفاع عن نفسك أو مواجهة الخطأ الواقع عليك.
تقبل الفشل وتحمل المخاطر
واجه فشلك بالقبول وعدم الخوف منه، إنما التعلم منه وأخذ الخبرة اللازمة لتجنب تكراره، لأن الفشل ليس خسارة إنما عدم النهوض مجدداً والمخاطرة بغية السعي نحو الهدف بشتى الوسائل هو الخسارة الأكبر.
جرب أداء مهمة صعبة واحدة على الأقل كل فترة
إن العمل في وظيفة صعبة من شأنه أن يعلمك الصبر وكيف أن لكل شيء ثمن، وأن الإنسان بطبعه يعتقد أن الأمور الجيدة لا تحدث له لأمرٍ ما دون وجود سبب وجيه، إلا أن الفكرة تتمحور حول أن الشيء الجيد والجميل يتطلب منك جهداً مضاعفاً ومعاناة، مثل إنجاب طفل جميل، والذي يحتاج ساعات من المخاض حتى تصل لتلك اللحظة الرائعة بحمل طفلك بين يديك!!.
كن متعاطفاً
ابتعد عن التنمر أو السخرية مع مشاكل الأفراد من حولك ومعاناتهم، واظهر لهم الود والتعاطف والمساندة، بما يمنحك شعةراً ايجابياً بفضل بناء الثقة مع الآخرين وزرع المحبة في قلوبهم نحوك.
اعترف بهزيمتك
لا يمكن حصر الخسارة على الأشخاص الفاشلين فقط، إذ أن أنجح الأشخاص في العالم كانوا منفتحين على الخسارة دوماً، لذا تعلم أن تعترف بهزيمتك التي من شأنها أن تدفع بك نحو الأمام لا أن تجعلك مركزاً على إخفاقاتك وخجلك منها.
تحدى نفسك بإنجاز أهداف صعبة
تحديد أهداف صعبة في قائمة مهامك أمراً مهماً للغاية، لكونه يجعلك في تحدٍ واضح المعالم أمام نفسك بما يجعلك تفهم نقاط الضعف والقوة في شخصيتك وذاتك وتعمل على معالجة تلك النواقص بتروٍ.
تمت الكتابة بواسطة: فريال محمود لولك.
تعليقك يهمنا