📁 مقالات جديدة

مراحل النمو العقلي والجسدي من الولادة حتى سن المدرسة

النمو العقلي
النمو العقلي للأطفال

إن الاهتمام بمراحل النمو العقلي والجسدي لطفلك يجب أن يوضع محل اعتبار، حيث تناولتها الدراسات البحثية حول سيكولوجية الطفل من كافة النواحي الجسدية والعقلية.

مفهوم النمو العقلي للطفل

يعرف النمو العقلي للطفل بأنه تطور الدماغ عند الطفل واكتساب القدرات والمهارات الذهنية والحركية التي تستلزم مستوى معين من الإدراك والوعي فيما يناسب المرحلة العمرية للطفل، وتجدر الإشارة إلى أنه هناك ارتباطاً وثيقاً بين عملية نمو الطفل العقلي والجسدي، حيث إن تطور اللغة والكلام عند الطفل يعتمد على الوصول لمرحلة معينة من نمو العقل لتساعد على فهم وإدراك معاني الأصوات وتقليدها وحفظها تزامناً مع نمو عضلات اللسان والفك والقدرة على النطق.

مراحل النمو العقلي عند الأطفال

يمر الطفل بمراحل عديدة من النمو العقلي اعتماداً على العوامل العمرية والتربوية والوراثية المتنوعة، حيث أنه لا يمكن الفصل بشكل دقيق بين تلك المراحل، فهو يُعد أمراً تقديرياً بالاعتماد على بعض من العلامات والاستجابات لكل طفل على حدى في عمر معين، ومن الجدير بالذكر أن أهم مراحل نمو الطفل العقلي هي من مرحلة الولادة حتى عمر 6 سنوات، فيصنف التطور العقلي والذهني بعد عمر ست سنوات بأنه تطور إدراكي متبعًا بمدى وعي الطفل وتجاربه بعد اكتمال بنية الدماغ والاستعداد للتعليم، وتتضمن مراحل نمو العقل عند الأطفال من عمر يوم حتى عمر 6 سنوات ما يلي:

النمو العقلي منذ الولادة حتى ثلاثة أشهر

يبدأ نمو الطفل العقلي في الأشهر الأولى من حياة الطفل، حيث يكون الطفل غير قادر على فهم المعلومات أو الاحتفاظ بها وبتلك المرحلة تقتصر قدرات الطفل الإدراكية على التمييز بين الإضاءة والظلام، وتمييز الفرق بين الروائح المزعجة والمألوفة، بجانب حاسة تذوق الأطعمة كما يكون قادراً على التعبير عن مشاعره بصورة مباشرة عن طريق البكاء أو الصراخ أو الضحك والمرح.

النمو العقلي للطفل من عمر 3 أشهر حتى 6 أشهر

يتعرف الطفل في تلك المرحلة على أطرافه (الأيدي والأرجل) ويمكنه تحريكها بحركات عشوائية بهدف اللعب أو التطلع للأشياء أو القبض على بعض الأشياء الصغيرة التي يمكن أن يصل إليها، كما يمكن للطفل التعرف على أمه عن طريق الرائحة أو الملامح أو الصوت، ويبدأ الطفل في تلك المرحلة كذلك بالتفاعل الاجتماعي بصورة مبسطة.

النمو العقلي عند الطفل من عمر 6 أشهر حتى عمر سنتين

بهذه المرحلة يتعرف الطفل على حدود جسمه وأبعاده وكيفية تحريك أطرافه بشكل أكثر تنظيماً كما يمكنه التعرف على الأصوات وحفظها والالتفات باتجاهات مختلفة بحثاً عن الأشياء التي يريدها أو استجابة للأصوات التي تناديه باسمه، وعندما يبلغ الطفل عمر عاماً يبدأ بإطلاق كلمات وأصوات بسيطة لها معنى للتعبير عن رغباته مع الاقتران ببعض الإشارات المحددة، وفي عمر السنتين يكون الطفل قادراً على الجلوس والحَبو والوقوف بالاستعانة ببعض الأدوات أو الأشخاص، كما يكون للطفل العديد من الكلمات الخاصة به ويصبح قادراً على التعرف على الأشخاص المقربين إليه والتميز بينهم.

النمو العقلي عند الطفل من عمر سنتين حتى 4 سنوات

يبدأ الطفل بين عمر السنتين والأربع سنوات باكتساب اللغة وفي نهاية هذه المرحلة يملك القدرة بأن يعبر عن رغباته واحتياجاته، كما يكون قد تعلم المشي بشكل كامل مما يساعده على التعرف على كافة الأشياء المحيطة به وبتلك المرحلة يصبح الطفل أكثر تمييزاً ويبدأ في مرحلة التطور الذهني بإدراك بعض القواعد الأخلاقية والسلوكية الصحيحة، كما يمكنه التفريق بين الأشخاص الأغراب والمقربين، بالإضافة إلى قدرته على استخدام الأدوات كالكوب والملعقة مع القدرة على حلول المشكلات البسيطة التي تعرقل خطواته.

النمو العقلي عند الطفل من عمر 4 سنوات حتى 6 سنوات

يجتاز الطفل بهذه المرحلة العديد من المهارات والقدرات ويصبح مؤهلاً لاكتساب مهارات التعليم عبر التلقين أو اللعب أو الملاحظة والتقليد، مما يتيح له تعلُم الكثير من الأشياء ومن ثم يزداد نموه العقلي والإدراكي، بنهاية تلك المرحلة يصبح قادراً على الاستقلال عن أمه في العديد من الأشياء، كما يستطع تحمل وفهم المسؤولية و اللعب بشكل منفرد ومتابعة البرامج التليفزيونية، واستخدام كافة الأدوات والأجهزة الذكية وتعزيز القدرة على التخيل بجانب القدرة على الكذب، وتعد هذه العلامات من علامات نمو عقل الطفل.

عوامل النمو العقلي السليم عند الطفل

يمثل النمو السليم للعقل أحد أهم جوانب تطور الطفل الشامل، إذ يعتمد على العديد من العوامل التي تساهم في بناء قدراته الذهنية والمعرفية، ومن الضروري أن تتكامل هذه العوامل لضمان توفير بيئة صحية وآمنة للطفل مما يعزز من نموه العقلي والجسدي، ومن أبرز العوامل المؤثرة في هذا النمو:

العوامل الوراثية وتأثيرها على النمو العقلي

تعد العوامل الوراثية من أكثر العوامل أهمية في تحديد القدرات العقلية للطفل حيث تنتقل بعض الصفات الوراثية مثل الذكاء والمزاج وبعض الاضطرابات الذهنية من الآباء إلى الأبناء، وتساهم هذه الصفات الوراثية في تشكيل أساس النمو العقلي للطفل فتظهر أحياناً في ميل الطفل إلى التفكير التحليلي أو الإبداعي، وعلى الرغم من أن التأثير الوراثي ليس العامل الوحيد في تحديد مستقبل التفكير العقلاني للطفل إلا أنه يؤثر بشكل واضح على مساره العام.

الظروف الصحية خلال فترة الحمل

تعتبر مرحلة الحمل فترة حرجة تؤثر بشكل مباشر على نمو العقل للطفل، فكل ما تتعرض له الأم من مشكلات صحية مثل الأمراض المزمنة أو سوء التغذية أو التعرض للتسمم، يؤثر بشكل مباشر على الجنين، حيث أن الجنين يستمد غذائه ونموه من صحة أمه مما يعني أن أي قصور في صحة الأم قد ينعكس على نموه العقلي، وبالتالي الأطفال الذين يولدون لأمهات عانين من مشكلات صحية خلال الحمل قد يكونون عرضة للتأخر في النمو الذهني أو لبعض الاضطرابات العقلية.

الصحة الجسدية والنفسية

من أجل تحقيق نمو عقلي سليم، يجب أن يكون الطفل خالياً من الأمراض الجسدية والعقلية، حيث أن الأطفال الذين يعانون من تشوهات خلقية أو إصابات مبكرة قد يواجهون تحديات في نموهم العقلي، ومن المهم أيضاً الانتباه إلى الصحة النفسية فالتعرض للضغوط النفسية أو البيئة الأسرية غير المستقرة قد يؤدي إلى تأخر في النمو الذهني والمعرفي.

البيئة الأسرية والاجتماعية

تعد البيئة الأسرية من أهم العوامل التي تؤثر على النمو الذهني للطفل، فعلاقة الأهل بالطفل وطريقة تفاعلهم معه بالإضافة إلى مدى الدعم الذي يتلقاه الطفل في بيئته، تساهم جميعها في تشكيل قدراته العقلية، كما أن التفاعل مع المجتمع المحيط والتعرض لمختلف الثقافات والتجارب الحياتية اليومية تعزز من مهاراته المعرفية وتوسع من آفاقه الفكرية.

التغذية السليمة

يمثل الغذاء أحد الركائز الأساسية لنمو الطفل العقلي، وخاصة في السنوات الأولى من عمره فالحصول على غذاء متوازن يحتوي على العناصر الغذائية اللازمة مثل الفيتامينات والمعادن يساهم في تعزيز وظائف الدماغ وتطوير القدرات العقلية، كما أن الطفل الذي يحظى بتغذية صحية يتمتع بفرصة أفضل لنمو عقلي سليم، حيث يساعد الغذاء الجيد على تحسين الذاكرة والقدرة على التركيز وحل المشكلات.

متى يكتمل النمو العقلي للطفل؟

يصل الطفل إلى مرحلة نضج عقلي ملحوظ في عمر 12 عاماً، حيث يبدأ دماغه في التحول إلى مرحلة جديدة من النمو المعرفي، وفي هذه المرحلة يعتمد الطفل بشكل أكبر على ما يكتسبه من خبرات تعليمية سواء من المدرسة أو من الأنشطة الفردية التي تعزز من مهاراته الإدراكية، كما تمكنه من معالجة المعلومات بطريقة أكثر تعقيداً واتخاذ القرارات بناءاً على التفكير المنطقي.

تمت الكتابة بواسطة: جيهان جهاد محمد فتحي.

موقع تكنيكال
موقع تكنيكال
موقع تكنيكال بوابة إلكترونية شاملة متخصصة في نشر المحتوى العربي الهادف و المفيد والمناسب لجميع الفئات العمرية.
تعليقات